'ألباتروس' على ركح الحمامات: لفتة لنجيبة الحمروني وزعرة السلطاني
ضرب مهرجان الحمامات الدولي مساء الجمعة 26 جويلية 2024، موعدا جديدا مع عشاق الفن الرابع، من خلال مسرحية "الألباتروس" إخراج الشاذلي العرفاوي، إنتاج مسرح أوبرا - تونس وأداء كل من فاطمة بن سعيدان وعبد القادر بن سعيد وعلي بن سعيد ومريم بن حميدة وملاك الزوايدي.
ليلة حطّ فيها زورق "الحرّاقة" على شاطئ الحمامات، وتحوّل صوت الأمواج إلى جزء من السينوغرافيا مما أضفى مصداقية وواقعية للعمل.
"الألباتروس" عمل مسرحي يتداخل فيه الاجتماعي بالسياسي، ويروي قصص الشباب الحالم بغد أفضل على الضفة الأخرى من المتوسط، من خلال خمس شخصيات سادسهم زورق حطمته أمواج البحر المتلاطمة.
شاعر، صحفية، أم مكلومة، أخ ملتاع وامرأة سمراء مثلت أفريقيا الصامتة، شخصيات شكّل بها المخرج الشاذلي العرفاوي لوحة فسيفسائية تتشكى على وقعها معاناة الإنسان والفنان ومن خلال معاناتهم تفرّع إلى طرح مواضيع اجتماعية حارقة.
الإرهاب، شاحنات الموت، معاناة العاملات الفلاحيات، المعالجة السياسية والإعلامية للحرقة وغيرها من المواضيع، قدمها المخرج الشاذلي العرفاوي بطريقة كاريكاتورية لا تخلو من الكوميديا سوداء.
ومن خلال شخصيتي الصحفية "نجيبة" والأم "زعرة" قدم صناع العمل، لفتة لنقيبة الصحفيين الراحلة نجيبة الحمروني و زعرة السلطاني والدة الشهيدين مبروك وخليفة السلطاني.
وعن تقديمها لدور زعرة السلطاني، قالت الفنانة القديرة فاطمة بن سعيدان في تصريح لموزاييك، " لم ألتق بزعرة السلطاني لأنها توفت قبل انطلاقنا في تحضير العمل لكنني شاهدتها في التلفزيون وتابعت حدث ذبح إبنيها الشهيدين مبروك وخليفة السلطاني وهو حدث هز كل التونسيين" وأضافت " لم أعرفها بشكل شخصي ولكنني حاولت أن أستحضر مشاعرها وأجسّد لوعتها فهي إمرأة فقدت ابنيها بطريقة بشعة وهاجر ثالثهما بطريقة غير نظامية."
أما عن مشاركتها في مهرجان الحمامات الدولي، بالتزامن مع الإحتفال بستينية المسرح، أكدت الفنانة فاطمة بن سعيدان لموزاييك أن "اعتلاء مسرح الحمامات يعني الكثير بالنسبة لي، الركح ليس بجديد علي ولكن يسعدني العودة بعمل جديد ومع مخرج أتعامل معه لأول مرة"
وأفادت الفنانة فاطمة بن سعيدان أنها على عكس الشخصية التي قدمتها، لم تفكر بتاتا في الهجرة وإن كانت نظامية، مؤكدة " أحب تونس كثيرا ولن أبتعد عن وطني." وفق تعبيرها.
في سياق آخر، علّقت الفنانة فاطمة بن سعيدان على ظاهرة الإعتزال الفني، وقالت لموازييك، " الفنان والموسيقي والرياضي والمبدع الحقيقي لا يعتزل طالما يمتلك الطاقة لا يجب أن يتراجع." مضيفة " أنا أعتزل عندما تخذلني صحتي ".
من جهته، اعتبر مخرج العمل الشاذلي العرفاوي برمجة مسرحية "الألباتروس" في ستينية مسرح الحمامات، الذي اعتلاه عمالقة الفن الرابع، "تتويج للمسرحية في موسمها الأول بشكل خاص ولجل المسرحيين التونسيين بشكل عام"، قائلا " هذا أهم عرض بالنسبة لي ومسرح الحمامات أهم مسرح اعتليته طيلة مسيرتي" وفق تصريحه لموزاييك.
وعن التحضير لعرض المسرحية على ركح الحمامات، قال المخرج الشاذلي العرفاوي " منذ أن تمت برمجة المسرحية قبل شهرين من العرض دخلنا في معسكر مغلق للاستعداد كما يجب تقنيا وفنيا." وأضاف " أثناء التحضير للعمل التقيت بالكثير من العائلات التي عاشت تجربة 'الحرقة' كما شاهدت الكثير من الأفلام الوثائقية".
وكشف الشاذلي العرفاوي لموازييك، عن تعامله اللوجستي والتقني مع ركح الحمامات، الذي يحمل خصوصية في تصميمه الدائري المكشوف في الهواء الطلق، حيث أكد أن هذه الظروف خدمت العمل، مضيفا " لحسن الحظ أن البحر كان هادئا اليوم، في البداية خيّل لي أن صوت الأمواج مؤثرات صوتية وهذه التفاصيل لن تجدها سوى في الحمامات" وفق تصريحه.
أما عن إختياره للهجرة غير النظامية موضوعا للعمل، قال الشاذلي العرفاوي لموازييك، أن المسألة تعنيه بشكل شخصي، " فلكل شخص منا أبناء حيه أو المقربين منه هاجروا بشكل غير نظامي" كما أنها ظاهرة موجودة منذ تسعينات القرن الماضي وتفاقمت بعد الثورة".
وتحدث الشاذلي العرفاوي لموزاييك عن تجربته مع الهجرة وقال: " لقد هاجرت إلى أمريكا حيث عشت ثلاث سنوات في كاليفورنيا، وهذه التجربة علمتني الكثير، لكنني متشبث بتونس وأفضّل الإقامة فيها مقابل السفر حول العالم بفني."
على صعيد آخر، أكد الممثل الشاذلي العرفاوي لموزاييك، مشاركته في فيلم ''بوليس'' للمخرج مجدي السميري، مضيفا أن لطفي العبدلي سيتواجد في تونس لتصوير مشاهده على أن ينطلق تصوير الفيلم بين تونس ولبنان في شهر سبتمبر المقبل.
حبيبة العبيدي